ر ب ع :
قوله تعالى : (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)(١) الأربعون ونحوها جار مجرى جمع السّلامة ، وليس جمعا صناعيا لعدم سر ... (٢) مذكورة في غير هذا ، ولفساد المعنى في عشرين وثلاثين. وقد يعرب إعراب جمع التكسير كقوله (٣) : [من الوافر]
وقد جاوزت حدّ الأربعينا (٤)
قوله : (رُباعَ)(٥) معدول عن عدد مكرر أي أربع أربع ، ولذلك (٦) منع الصرف. والأربع هذا جرى مجرى الأوصاف من قولهم (٧) : مررت بنسوة أربع. ولا يعتدّ بذلك لعروضه ، فلذلك صرف بخلاف : أبطح وأبرق ، وإن جريا مجرى الجوامد.
وربعت القوم أربعهم : كنت لهم رابعا ، وأخذت ربع أموالهم. وهو يمشي في قومه بالمرباع : أي يأخذ ربع ما يغنمون ، وكانوا يفعلونه في الجاهلية (٨). وقال عليه الصلاة والسّلام لعديّ بن حاتم : «وإنك تأكل المرباع [وهو] لا يحلّ لك في دينك» (٩). والرّبع : من أظماء الإبل والحمّى (١٠). وأربع : إذا أورد إبله ربعا. ورجل مربوع ومربع : أخذته حمّى
__________________
(١) ٥١ البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٢) سقط في الأصل ، وبياض قدر كلمة في س.
(٣) عجز لسحيم بن وثيل الرّياحيّ ، كما في اللسان ـ ربع. وصدره :
وما ذا يدّري الشعراء مني
(٤) فالنون في «أربعين» ليست حرف إعراب ، ولا الكسرة فيها علامة جر الاسم ، وإنما هي حركة لالتقاء الساكنين إذا التقيا ، ولم تفتح كما تفتح نون الجمع لأن الشاعر هنا اضطر إلى ذلك لئلا يختلف حرف الروي في سائر الأبيات.
(٥) ٣ النساء : ٤.
(٦) أي لعدوله.
(٧) كذا في س ، وفي ح : قوله.
(٨) قالوا : المرباع : الربع ، والمعشار : العشر ، ولم يسمع في غيرهما. وقد كانوا في الجاهلية إذا غزا بعضهم بعضا وغنموا أخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصا دون أصحابه ، وذلك الربع يسمى المرباع (اللسان).
(٩) النهاية : ٢ ١٨٦ ، والإضافة منه.
(١٠) وهو أن تحبس الإبل عن الماء أربعا ثم ترد الخامس. وأربعت عليه الحمى : أن يحمّ يومين ويترك يومين لا يحمّ ، ويحمّ في اليوم الرابع. وأصله من المعنى الأول (اللسان).