التى لا وجود لها اصلا. وهكذا العدم كيف يتحد مع الذات اذا لوحظ لا بشرط ، اذ لا وجود له ليقال ان وجوده فى نفسه عين وجوده لموضوعه ، وهكذا الممتنع والواجب ، وسائر الاحكام الشرعية من الاستحباب ، والكراهة فانها امور اعتبارية لا وجود لها فى الخارج.
ومع غض النظر عن ذلك كله فنقول : انه لو تم فانما يتم فيما اذا كان المبدأ من عوارض الذات فيقال : ان وجود العرض فى نفسه عين وجوده لموضوعه ، واما فى سائر المشتقات التى لا يكون المبدأ فيها من عوارض الذات فالحديث المذكور لا يتم فيها ، وذلك كاسم الآلة ، واسم المكان ، والزمان فان الفتح فى المفتاح. اذا لوحق لا بشرط كيف يكون عين الحديد ـ اعنى الذات ـ اذ ليس من اعراض الحديد ليقال وجود العرض فى نفسه عين وجود لموضوعه. وكذا (مضرب) فان الضرب ان لوحظ لا بشرط لا يتحد مع الزمان ، والمكان حيث قالوا : ان وجوده فى نفسه عين وجوده لموضوعه ولم يقولوا : وجوده فى نفسه عين وجوده لزمانه ، او مكانه. وكذا (مضروب) فان الضرب لا يتحد مع ذات المضروب ، ولو لوحظ لا بشرط لانه ليس من عوارض من وقع عليه الفعل ليقال وجوده فى نفسه عين وجوده لموضوعه ، بل هو من عوارض الفاعل. والتفكيك فى المشتقات بين تلك الموارد ، والموارد التى يكون المبدأ فيها من اعراض الذات بتركب الاول ، وبساطة الثانى ـ كما ترى ـ لان وضع المشتقات واحد فان كان بسيطا ففى الجميع ، او مركبا فكذلك.
فالمتحصل من هذا ان المفاهيم الاشتقاقية مركبة من مفهوم الشىء ، وثبوت المبدأ له ، ولو لا مفهوم الشىء لما امكن الحمل.
ويؤيد ما ذكرناه فهم العرف لذلك فقد يحمل مشتق على مشتق