فيقال : كل كاتب متحرك الاصابع ، او كل كاتب ضاحك فالمحمول على المبدأ ليس نفس المبدأ ليقال الكتابة حركة أو ضحك ، كما وانه ليس المبدأ مع النسبة ليقال الكتابة المنسوبة الى زيد حركة ، بل الغرض اثبات كل واحد من الكتابة ، والضحك على معروض واحد ، وهو انما يتحقق بدخول مفهوم الشىء فى المفاهيم الاشتقاقية فيقال : كل ما ثبت له الكتابة فهو متحرك الاصابع ، او انه ضاحك. فيصبح الشىء بمفهومه المبهم المندمج ماخوذا فى جميع المشتقات ـ
التنبيه الثانى ـ فى الفرق بين المبدأ ، والمشتق
المعروف بين الفلاسفة ـ على ما نسب اليهم ـ ان الفرق بين المبدأ والمشتق هو لحاظ الاول بشرط لا ، ولحاظ الثانى لا بشرط ـ وقد فسر صاحب الفصول ـ قده ـ كلامهم بما يراد من هذين اللفظين فى بحث المطلق والمقيد ، فقد ذكروا ان الماهية اذا لوحظت بالاضافة الى الخارج ، فقد تلاحظ مقترنة بوجوده او بعدمه ، او مطلقة غير مقيدة بشىء منهما ، ويعبر عن الاول بالماهية بشرط شىء ، وعن الثانى بالماهية بشرط لا ، وعن الثالث بالماهية لا بشرط ، فلو ان لفظا ورد فى مقام الاثبات غير مقيد بشىء ، وحصل الشك فى اطلاقه ثبوتا امكن استكشاف ذلك من الاطلاق فى مقام الاثبات بعد تمامية مقدمات الحكمة ـ كالبيع ـ فانه لو شك فى شموله اللفظى والفعلى لامكن التمسك باطلاقه من دليل الاثبات وهو قوله تعالى ـ (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) ـ
ثم اورد عليهم بان الفرق المذكور غير مستقيم. فان قابلية الحمل وعدمها لا تختلف من حيث لحاظ الشىء لا بشرط ، او بشرط لا فان العلم والحركة يمتنع حملهما على الذات. فلا يقال زيد علم. وهذا لا يرتفع بلحاظه لا