اولا ـ لما اوضحناه سابقا من بيان الفارق ، وهو ان المشتق مركب من شىء ثبت له المبدأ ، على ان يكون المراد من الشىء هو مفهومه المبهم المندمج المعرى عن كل خصوصية ، الا من حيث الاتصاف بالمبدإ فالمشتق يدل على الذات المقيدة بثبوت المبدأ لها والمبدأ نفس القيد الذى ثبت للذات.
اما ادعاء الفرق بينهما بلحاظ لا بشرط ، وبشرط لا ، فهو غير صحيح لان وجود العرض ، مغاير لوجود الجوهر ، وليس هما وجودا واحدا خارجا ، ومعه كيف يكون العرض بلحاظ لا بشرط متحدا مع الذات ، فلا وجه لقياس ما نحن فيه على الفصل والجنس ، لانهما موجودان بوجود واحد ، وما نحن فيه موجودان بوجودين.
ثانيا ـ لعدم تمامية المعنى المتقدم فى المشتقات الاعتبارية كالامكان ، والوجوب والملكية ، فانها مما لا وجود لها اصلا ليقال : ان وجوده فى نفسه عين وجوده لمعروضه فهو طور من اطوار معروضه وطور الشىء لا يباينه لاختصاص هذا المعنى بالعرض ، دون الامور الاعتبارية.
ثالثا ـ لو تم المعنى المتقدم فى العرض لما جرى فى المشتقات التى ليست بمعروضات كاسماء الآلة ، والمكان ، والزمان ، والمفعول. فانه لو كان وجود العرض فى نفسه عين وجوده لمعروضه ، لما كان عين وجوده لمكانه او زمانه. فالصحيح ما ذكرناه ان الفارق بينهما ، هو ان المشتق يدل على الذات المقيدة بثبوت المبدأ لها. والمبدأ نفس القيد الذى ثبت للذات.