.................................................................................................
______________________________________________________
وأما المراد من خبر الواحد : فهو ما يكون مقابلا للمتواتر.
وأما كيفية إدراج مسألة خبر الواحد في علم الأصول : فهو واضح على ما هو مختار المصنف ، من عدم حصر موضوع علم الأصول في الأدلة الأربعة.
٢ ـ الأقوال في موضوع علم الأصول ثلاثة :
الأول : هو خصوص الأدلة الأربعة بما هي أدلة ، كما هو المشهور.
الثاني : هي ذوات الأدلة الأربعة ، كما عليه صاحب الفصول.
الثالث : هو الكلي المنطبق على موضوعات مسائله ، كما هو مختار المصنف «قدسسره» ، فلا يرد عليه ما يرد على القولين.
فهناك إشكال مشترك بين القولين ، وإشكال خاصّ على قول المشهور ، وهو أن وصف الدليلية جزء الموضوع ، فيكون البحث عنه داخلا في المبادئ لا في المسائل.
وأما الإشكال المشترك بينهما : فلأن البحث عن دليلية خبر الواحد على قول المشهور ، وعن حجيته على قول صاحب الفصول بحث في الحقيقة عن أحوال حاكي السنة ؛ لا عن أحوالها ، فلا يكون البحث عن حجية خبر الواحد من المسائل الأصولية على كلا القولين.
وأما على قول المصنف : فيكون البحث عن حجية خبر الواحد من المسائل الأصولية كما عرفت.
٣ ـ جواب الشيخ الأنصاري عن الإشكال الثاني على المشهور غير مفيد في دفع الإشكال المذكور عن المشهور.
فلا بد أولا : من بيان جواب الشيخ عن الإشكال المذكور وثانيا : بيان ما يرد على جواب الأنصاري «قدسسره».
وخلاصة جواب الشيخ «قدسسره» : إن البحث عن حجية خبر الواحد بحث عن عوارض السنة ؛ لأن معنى قولنا : «هل خبر الواحد حجة أم لا؟» هو «هل تثبت السنة به أم لا؟». ومن المعلوم : أن ثبوت السنة به وعدم ثبوتها من حالات السنة وعوارضها ، فيكون البحث عن حجية خبر الواحد من المسائل الأصولية ، فلا يلزم خروج مسألة خبر الواحد من المسائل الأصولية.
وأما خلاصة الإيراد عليه : فلأن ضابط المسألة الأصولية هو : ما يكون محمول المسألة من عوارض موضوع علم الأصول ، وموضوع علم الأصول هو السنة الواقعية ، والبحث عن حجية خبر الواحد بمعنى : ثبوت السنة هو من عوارض السنة المشكوكة ،