ويشهد لما ذكرنا صحة النداء بالأدوات ، مع إرادة العموم من العام الواقع تلوها بلا عناية ، ولا للتنزيل والعلاقة رعاية.
وتوهّم كونه ارتكازيا ، يدفعه عدم العلم به مع الالتفات إليه ، والتفتيش عن حاله مع حصوله بذلك لو كان مرتكزا ، وإلّا فمن أين يعلم بثبوته كذلك؟ كما هو واضح.
وإن أبيت إلّا عن وضع الأدوات للخطاب الحقيقي ، فلا مناص عن التزام اختصاص الخطابات الإلهية بأداة الخطاب ، أو بنفس توجيه الكلام بدون الأداة كغيرها بالمشافهين ، فيما لم يكن هناك قرينة على التعميم.
______________________________________________________
وعلى ذلك فإن كانت أدوات النداء والخطاب موضوعة للخطاب الحقيقي فيوجب استعمالها فيه تخصيص العنوان الواقع في تلوها بالحاضرين بخلاف ما إذا لم تكن مستعملة في الخطاب الحقيقي أو النداء الحقيقي فإنّه لا يوجب اختصاص العنوان الواقع في تلوها بهم.
ثمّ ذكر قدسسره أنّ الظاهر كون الأدوات موضوعة للنداء والخطاب الإيقاعيين فالمتكلّم ربّما يوقع الخطاب بأداة النداء تحسّرا وتأسّفا وحزنا مثل (يا كوكبا ما كان أقصر عمره) أو شوقا أو نحو ذلك كما يوقع الخطاب بداعي طلب التفاته حقيقة ، وعلى ذلك فلا يوجب استعمالها في معناها الموضوع لها التخصيص بمن يصحّ مخاطبته حقيقة.
نعم ، لا يبعد انصرافها إلى أنّ الداعي للمتكلم إلى إيقاع الخطاب إرادته حقيقة إذا لم يكن في البين ما يمنع عن هذا الانصراف كما هو الحال في أداة الاستفهام والترجي والتمني وغيرهما مما تقدم في بحث الطلب والإرادة من أنّها موضوعة للمعنى الانشائي الإيقاعي منها وتكون عند الاستعمال فيها منصرفة إلى كون الداعي