قبل دفنه مراراً كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه يريد عليهالسلام بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده ، وإزالة الشبهة عنهم في حياته ، ودفن بالبقيع.
وإسماعيل هو جد الخلفاء الفاطميين في المغرب ومصر (١) ، وكان عالماً فقيهاً ثقة ، ومن رواة الحديث ، له عدة كتب رواها عن أبيه عليهالسلام (٢).
٣ ـ عبد الله الأفطح : وكان أكبر اُخوته بعد إسماعيل ، وكان متهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذاهب المرجئة ، وادعى بعد أبيه الإمامة ، واحتج بأنه أكبر اُخوته الباقين ، فاتبعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام ، ثم رجعوا بعد ذلك إلى القول بامامة أخيه موسى عليهالسلام لما تبينوا ضعف دعواه وقوة أمر أبي الحسن عليهالسلام ودلالة حقه وبراهين إمامته (٣).
٤ ـ علي بن جعفر العُريضي : كنيته أبو الحسن ، وهو أصغر ولد أبيه ، قيل : مات أبوه عليهالسلام وهو ابن سنتين ، وسكن العُريض من نواحي المدينة ونسب إليه ، وكان كثير الفضل ، جليل القدر ، شديد الورع ، سديد الطريق ، وهو مُحدِّث ثقة مشهور ، وكان شديد التمسك بأخيه موسى عليهالسلام والانقطاع إليه ، والتوفر على أخذ معالم الدين منه ، وله مسائل مشهورة عنه ، وجوابات رواها سماعاً منه ، وهي مطبوعة ومتداولة إلى اليوم ، وعمَّر طويلاً حتى أدرك الإمام الجواد عليهالسلام وقال بإمامته ومن قبله من الأئمة ، له كتب منها كتاب المناسك ، وكتاب في الحلال والحرام ، وله مشاهد ثلاثة ، الأول في قم مشهور ، والثاني في
__________________
(١) الارشاد ٢ : ٢٠٩ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٩٥ ، الاعلام / الزركلي ١ : ٣١١.
(٢) رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٨ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٤٥ / ٣١.
(٣) الارشاد ٢ : ٢١١ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٩٩.