منهم أخوه العالم الجليل علي بن جعفر ، الذي روى عنه شيئاً كثيراً ، وكان شديد التمسك به عليهالسلام والانقطاع إليه ، والتوفّر على أخذ معالم الدين منه ، وله مسائل مشهورة عنه وجوابات رواها سماعاً منه (١).
وتوفّر أصحاب أبي الحسن عليهالسلام على رواية العلم عنه ، ولم تثنِهم حتى ظروف السجن القاهرة عن الكتابة والرواية ، فقد كتب أبو عمران موسى بن إبراهيم المروزي مسنداً رواه عن الإمام الكاظم عليهالسلام وهو في سجن السندي ، وكان المروزي يلي تعليم ولد السندي بن شاهك (٢).
وروى عنه العلماء والفقهاء على اختلاف آرائهم وتباين نزعاتهم ، ودونوا عنه في كتبهم ومسانيدهم في شتى فروع العلم ، قال ابن شهر آشوب : « وذكر عنه الخطيب في تاريخ بغداد ، والسمعاني في الرسالة القوامية ، وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين ، وأبو عبد الله بن بطة في الابانة ، والثعلبي في الكشف والبيان.
وكان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت عليهمالسلام لمّا روى عنه قال : حدثني موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ثم قال أحمد : وهذا اسناد لو قرئ على المجنون لأفاق » (٣).
لأنه إسناد رفيع ينفتح على هذه الرموز كلها التي تمثل الثراء العلمي
__________________
(١) الارشاد ٢ : ٢١٤ و ٢٢٠ ، وكتاب مسائل علي بن جعفر متداول ومطبوع مع مستدرك عليه بتحقيق مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.
(٢) طبع بتحقيق السيد محمد حسين الجلالي.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣١ ، فصل في علمه عليهالسلام.