ولما حملهم من الربذة أمر المنصور بضربه خمسمائة سوط فصبر ، وقيل : إن موسى لم يزل محبوساً حتى أطلقه المهدي ، وقيل : انه توارى بعد ذلك حتى مـات (١).
وعاش عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بعد مقتل محمد النفس الزكية وأخيه ابراهيم متوارياً يتنقل أحياناً في زي الجمالين ، ولما ولي المهدي العباسي طلبه فلم يقدر عليه ، فنادى بأمانه إن ظهر ، فبلغه خبر الأمان ولم يظهر ، واستمر مختفياً إلى أن توفى سنة ( ١٦٨ ه ) (٢).
وممن أخذه المنصور من آل أبي طالب وحبسه وضربه بالسوط الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فلما قتل محمد بن عبد الله أخذه المنصور فضربه بالسوط أربعمائة سوط وحبسه فلم يزل في الحبس حتى مات المنصور فأطلقه المهدي (٣).
وتتبع بقيتهم بحرب اقتصادية طالت حتى أطفالهم ونسائهم ، فقد أمر المنصور عماله بمصادرة جميع أموالهم وبيع رقيقهم ، فصودرت بالفعل أموال بني الحسن وكثير من العلويين وبني هاشم (٤).
وروى أبو الفرج أن المنصور لما قبض أموال عبد الله بن الحسن حج فصاحت به عاتكة بنت عبد الملك ، وهي أم عيسى وسليمان وإدريس بني عبد الله بن الحسن ، وهي تطوف في ستارة : « أيتامك بنو عبد الله بن الحسن ، مات أبوهم في حبسك وأمرت بقبض ضياعهم ، فأمر بردها عليهم » (٥).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٥٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٢٦٧ ـ ٢٨٤ ، الأعلام / الزركلي ٥ : ١٠٢.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٠١.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٢٧٣.
(٥) مقاتل الطالبيين : ٢٦٢.