الليل من النهار ، يدعى المطبق ، فكانوا لا يعرفون أوقات الصلوات إلا بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن (١) ، كما جزأوا القرآن الكريم خمسة أجزاء ، فكانوا يصلون الصلاة على فراغ كل واحد منهم لجزئه (٢).
فمكثوا في الحبس عدة سنين سلّط عليهم فيها أنواع العذاب حتى قتلوا بضروب من القتل ، فبعضهم طرح في بيت وطيّن عليه حتى مات ، وبعضهم وجدوا مسمّرين في الحيطان ، وذكر أبو الفرج أن المنصور طرح على عبد الله بن الحسن بيت فمات ، وسأل ابراهيم بن الحسن : أنت الديباج الأصفر ؟ قال : نعم. قال المنصور : أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً من أهل بيتك. ثم أمر باسطوانة مبنية ففرغت ، ثم أدخل فيها فبنيت عليه وهو حي. وكان ابراهيم أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله في زمانه ، ويدعى الديباج الأصفر من حسنه (٣).
وقتل منهم في الحبس بأمر المنصور عدا من ذكرنا : الحسن المثلث بن الحسن ، وعلي بن الحسن بن الحسن ، والعباس بن الحسن بن الحسن وكان حدثاً ، وقد منعوا أُمه أن تودّعه ، وإسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ، ومحمد بن إبراهيم بن الحسن ، وعلي بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، وعلي بن الحسن بن زيد بن علي ، وحمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر (٤).
وضرب موسى بن عبد الله بن الحسن بالسياط حينما سيرهم أولاً إلى الربذة حتى غشي عليه وهو حدث ، وقال له المنصور : هذا فيض فاض مني فأفرغت عليك منه سجلاً لم استطع رده ، ومن ورائه والله الموت.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٢٩ ـ ١٣١.
(٢) مروج الذهب / المسعودي ٣ : ٢٢٥.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٢١ و ١٣٦ و ١٤٥ و ١٥٤ ، تاريخ الطبري ٩ : ٣٩٨.
(٤) مقاتل الطالبيين : ١٢٢ و ١٢٦ ـ ١٣١ و ١٣٣ ـ ١٣٩ و ١٤٥ و ١٥٤.