مخرجه بثمان وعشرين ليلة (١).
وناظر بريهة النصراني هشام بن الحكم ، وكان يطلب الإسلام ويطلب من يحتج عليه ممن يقرأ كتبه ويعرف المسيح بصفاته ودلائله وآياته ، وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس ، وافتخرت به النصارى ، وكان طالباً للحق والإسلام ، وكانت معه امرأة تخدمه ، فجاب بريهة البلدان حتى جاء إلى دكان هشام في الكرخ فناظره حتى أفحم بريهة ، ثم طلب منه أن يصحبه إلى الصادق عليهالسلام ، فلقوا موسى بن جعفر عليهماالسلام ، فحكى له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال عليهالسلام لبريهة النصراني : « كيف علمك بكتابك ؟ ، قال : أنا عالم به وبتأويله ، قال : فابتدأ موسى عليهالسلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هكذا إلاّ المسيح ، إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، فآمن على يديه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة وحسن إيمانها ، فلزم بريهة أبا عبد الله عليهالسلام حتى مات أبو عبد الله عليهالسلام ، ثم لزم موسى بن جعفر عليهماالسلام حتى مات في زمانه ، فغسله بيده وكفنه بيده ولحده بيده ، وقال : هذا حواري من حواريي المسيح ، يعرف حق الله عليه » (٢).
* * *
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٧٨ / ٤.
(٢) الكافي ١ : ٢٢٧ / ١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٢٦ ، التوحيد : ٢٧٠.