وعندكم في دار محمد ، وأغصانها في كل دار ؟ فقال عليهالسلام : الشمس قد وصل ضوؤها إلى كل مكان وكل موضع ، وهي في السماء ، قال : والجنة لا ينفد طعامها وإن أكلوا منه ولا ينقص منه شيء ؟ قال : السراج في الدنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شيء ، قال : ما يؤكل ويشرب في الجنة لا يكون بولاً ولا غائطاً ؟ قال : الجنين في بطن اُمّه ، قال : أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟ فقال : إذا احتاج الإنسان إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك ، ويفعلون بمراده من غير أمر ، قال : مفاتيح الجنة من ذهب أو فضة ؟ قال : مفتاح الجنة لسان العبد لا إله إلاّ الله ، قال : صدقت » (١).
وأتاه رجل من أهل نجران من الرهبان ومعه راهبة ، فاستأذن لهما الفضل ابن سوار ، فبدأت الراهبة بالمسائل ، فسألت عن مسائل كثيرة ، كل ذلك يجيبها ، وسألها أبو إبراهيم عليهالسلام عن أشياء لم يكن عندها فيها شيء فأسلمت ، ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة ، كل ذلك يجيبه فيها ، وسأل الراهب عن أشياء حتى انقطع الراهب ولم يكن عنده فيها شيء ، فأخبره بها ، فأسلم الراهب ، ودعا أبو إبراهيم عليهالسلام بجبة خز وقميص قوهي وطيلسان وخف وقلنسوة فأعطاه إيّاها (٢).
وأتاه رجل نصراني وهو بالعريض ، فسأله عن عدة مسائل فأجابه حتى قطع زنّاره وصليباً كان في عنقه من ذهب وأسلم فحسن إسلامه ، وتزوج امرأة من بني فهر ، وأصدقها أبو إبراهيم عليهالسلام خمسين ديناراً من صدقة علي بن أبي طالب عليهالسلام وأخدمه وبوّأه ، وأقام حتى أخرج أبو إبراهيم إلى البصرة ، فمات بعد
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٨٦ ، بحار الأنوار ٤٨ : ١٠٥.
(٢) الكافي ١ : ٤٨١ / ٥.