برضاك حبسناك ، ولا برضاك أخدمناك. واترك الجارية عنده وانصرف ، قال : فمضى ورجع ، ثم قام هارون عن مجلسه ، وأنفذ الخادم إليه ليتفحص عن حالها ، فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها ، تقول : قدوس ، سبحانك سبحانك ! فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر بسحره عليّ بها » (١).
وهدى إلى مذهب أهل البيت عليهمالسلام الحسن بن عبد الله ، وهو رجل زاهد معني بدينه ، وذلك بعد أن طلب منه أن يتفقّه ويطلب الحديث عن فقهاء أهل المدينة ثم يعرض عليه الحديث ، ثم جاء فقرأه عليه فأسقطه كله ، ثم طلب منه أن يسلك سبيل المعرفة ، وعرفه ما يجب عليه معرفته من منهج أهل البيت عليهمالسلام وما أوجب الله لهم (٢).
ودخل نفر من اليهود على الإمام الصادق عليهالسلام ، وكان ولده الكاظم عليهالسلام طفلاً في الخامسة من عمره ، فسألوا الإمام الكاظم عليهالسلام عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران عليهالسلام فذكرها لهم ، وسألوه عما أعطي النبي صلىاللهعليهوآله من الآيات التي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليهم ، فعدد عليهالسلام نحو ستاً وعشرين آية ودلالة من دلالات نبوة خاتم الأنبياء عليهمالسلام ، فقالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنكم الأئمة القادة والحجج من عند الله على خلقه ، فوثب أبو عبد الله عليهالسلام فقبّل بين عينيه ، ثم كساهم أبو عبد الله عليهالسلام ووهب لهم ، وانصرفوا مسلمين (٣).
وأسلم على يده كثير من رهبان النصارى منهم راهب شامي ومعه جماعة بعد أن سائله ، ومن جملة المسائلة قال : «كيف طوبى أصلها في دار عيسى ،
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٢٩٧.
(٢) الكافي ١ : ٣٥٣ / ٨ ، الإرشاد ٢ : ٢٢٣.
(٣) قرب الاسناد : ١٣٢ ، الخرائج والجرائح ١ : ١١١ / ١٨٦.