العلم وإقامة عماده ، وامتياز مدرسة أهل البيت بسعة معارفها وتنوع رجالها ، نعرض هنا مجموعة مختارة من أصحابه الثقات والمؤلفين :
١ ـ أبان بن تغلب بن رباح. كان عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد اللّه عليهمالسلام ، وروى عنهم ، وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان أبان رحمهالله مقدماً في كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو ، وله كتب ، منها : تفسير غريب القرآن (١) ، وكتاب الفضائل ، وكتاب صفين ، ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ، وكان قارئاً من وجوه القراء. روي أنه كان اذا قدم المدينة تقوّضت إليه الحلق ، وأخليت له سارية النبي صلىاللهعليهوآله . وقال له الباقر عليهالسلام : «اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس ، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك». ومات أبان في حياة أبي عبد اللّه الصادق عليهالسلام ، سنة ١٤١ هـ ، فلما أتاه نعيه قال : «أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان» (٢).
٢ ـ إبراهيم بن أبي البلاد. كان ثقة قارئاً أديباً ، وكان راوية الشعر ، وله يقول الفرزدق :
يا لهف نفسي على عينيك من رجل.
وعمّر دهراً ، وكان للرضا عليهالسلام إليه رسالة أثنى بها عليه ، وله كتاب (٣).
__________________
(١) قيل : هو أول من صنف فيه ، لأن معمر بن المثنى توفي بعد المئتين ، وأبان توفي سنة ١٤١ هـ.
(٢) رجال النجاشي : ١١ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٥٧ ، خلاصة الأقوال : ٧٣ ، الذريعة ٢ : ١٣٥ ، وترجمه السيوطي في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، وياقوت الحموي في معجم الأدباء.
(٣) رجال النجاشي : ٢٢.