أما تفسيره المبثوث في مصادر الحديث وغيرها ، فقد جمعها السيد هاشم البحراني في (البرهان) والعروسي في (نور الثقلين) وهما يتضمنان المزيد من التفسير الأثري الوارد عن الإمام الباقر عليهالسلام.
وراجعنا معجم تفسير أهل البيت عليهمالسلام الذي أسهمنا في اعداده خلال عملنا في قسم الدراسات الإسلامية التابع إلى مؤسسة البعثة ، من خلال تتبّع ١٧٧ مصدراً من مصادر المسلمين ، عدا مصادر التفسير ، فأحصينا فيه ٢٦٨٠ مورداً منقولاً عن الإمام الباقر عليهالسلام في تفسر آي القرآن ، وهو يعكس عظمة جهود الإمام عليهالسلام في تفسير الكتاب الكريم.
ومن جملة جهود الإمام الباقر عليهالسلام في هذا السياق ، أنه ألف كتاباً في التفسير ، ذكره ابن النديم في الفهرست ، وقال : رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر ، رئيس الجارودية الزيدية (١). وألف جابر بن يزيد الجعفي كتاباً في تفسير القرآن ، أخذه من الإمام الباقر عليهالسلام ، وكان أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي أول من صنف في علم أحكام القرآن ، وله تفسير كبير ، وأبو بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، له تفسير ، وأبو حمزة الثمالي ، له تفسير ، وصنف أبان بن تغلب في معاني القرآن (٢) ، وتفسير غريب القرآن. ولا ريب أن جهود أصحاب الإمام في هذا الاتجاه ، تعكس مقدار اهتمام الإمام عليهالسلام بعلم التفسير ، لأنه صاحب مدرسة تمتد إلى مختلف ديار الإسلام.
أسهم الإمام الباقر عليهالسلام في تنقية التفسير مما وفد إلى رحابه من آثار
__________________
(١) الفهرست : ٣٦.
(٢) ذكره ابن النديم في الفهرست : ٣٠٨.