في وقت عصيب تعرّض فيه التشيّع لأشرس الحملات التي استهدفت وحدته وكيانه وعقيدته ، اضطلع الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام بالوصية لولده محمد الباقر عليهالسلام بالإمامة في ملأ من أولاده وخواصّ شيعته ، وسلّم إليه بعد ذلك الاسم الأعظم ومواريث الأنبياء ، فيكون بذلك قد هيّأ أحد الأدوات المهمّة لتثبيت الإمامة وضمان استمرارها ، واستطاع توحيد الصفوف واستعادة القوى لتهيئة الأرضية المناسبة لنشوء مدرسة أهل البيت على يد الصادقين من ولـده عليهمالسلام.
وقد روى النص عنه عليهالسلام : جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضياللهعنه ، وولداه الحسين وعمر ، وأبو خالد الكابلي ، وأبو حمزة الثمالي ، ومالك بن أعين الجهني ، وعثمان بن خالد عن أبيه ، وفيما يلي نعرض أهم النصوص الواردة عن أبيه عليهالسلام في النص عليه والإشارة إليه بالإمامة من بعده.
١ ـ عن أبي خالد الكابلي قال : «دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام فقلت له : يا سيدي ، روي لنا عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام أن الأرض لا تخلو من حجّة للّه عزّوجلّ على عباده ، فمن الحجّة والإمام بعدك؟ قال : ابني محمد ، واسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقراً ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق» (١).
٢ ـ وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه دخل على زين العابدين عليهالسلام فرأى عنده غلاماً فقال له : «أقبل فأقبل ، فقال له : أدبر فأدبر ، فقال جابر : شمائل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال لزين العابدين عليهالسلام : من هذا؟ قال : ابني ووصيي
__________________
(١) إكمال الدين : ٣١٩ / ٢ ، علل الشرائع / الصدوق ١ : ٢٣٤.