ركبها شعر ، أيكون ذلك عيباً؟ فقال له محمد بن مسلم : أما هذا نصاً فلا أعرفه ، ولكن حدثني أبو جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : كل ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب. فقال له ابن أبي ليلى : حسبك ، ثم رجع إلى القوم ، فقضى لهم بالعيب» (١). وهنا استفاد محمد بن مسلم من هذا الحديث كقاعدة فقهية عينت موضوع الحكم.
قال الشاعر :
ناشر آثار النبي الهادي |
|
بالعلم والحكمة والارشاد |
به استبانت لأولي الأفهام |
|
معالم الحلال والحرام |
به صفت شريعة المختار |
|
عن كدر الأهواء والأفكار |
كأنها الكوثر في الصفاء |
|
طاب ورودها لطيب الماء |
به نمت وأورقت أشجارها |
|
به زكت وأينعت أثمارها |
به تدلّت لذوى المعالي |
|
أغصانها في غاية الكمال (٢) |
إنّ الحاجة إلى هذا العلم تكمن في ابتلاء المكلفين بمسائل قد لا تكون هناك أخبار خاصة تجيب عنها ، لبعد الشقة عن الإمام أو لغيبته ، من هنا تصبح قواعد وأصول الفقه المعين الذي يتكفل بتعيين الحكم الذي يحدد وظيفة المكلف العملية وتعين له حكم موضوعه ، وعليه لايمكن أن يحصل المجتهد على ملكة الاجتهاد واستنباط الأحكام حتى يطلع على بحوث هذا العلم ، وكان الإمام الباقر عليهالسلام الرائد الأول في هذا العلم.
__________________
(١) الكافي ٥ : ٢١٥ / ١٢.
(٢) الأنوار القدسية : ٧٤.