موقوف (١) عليه ، ولا مكان جاور شيئاً ، بل حي يعرف ، وملك لم يزل له القدرة والملك ، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته ، لا يحدّ ولا يبعّض ولا يفنى ، كان أولاً بلا كيف ، ويكون آخراً بلا أين ، وكل شيء هالك إلاّ وجهه ، له الخلق والأمر ، تبارك اللّه ربّ العالمين.
ويلك أيّها السائل ، إنّ ربّي لا تغشاه الأوهام ، ولا تنزل به الشبهات ، ولا يحار ولا يجاوزه شيء (٢) ، ولا تنزل به الأحداث ، ولا يسأل عن شيء يفعله ، ولا يندم على شيء ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى» (٣).
ذهب المشبهة إلى أن معنى الصمد هو المصمت الذي لا جوف له ، وذلك لا يكون إلاّ من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها ، واللّه جلّ ذكره متعال عن ذلك ، ليس كمثله شيء ، وهو أعظم وأجلّ من أن تقع الأوهام على صفته ، أو تدرك كنه عظمته.
من هنا أكّد الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام على أن معنى الصمد هو أن اللّه سبحانه يعبده كل شيء ، ويصمد إليه كل شيء (٤). وقال عليهالسلام : «الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناهٍ» (٥). أي هو السيد الصمد الذي جميع الخلق
__________________
(١) في التوحيد : ولا أثر مقفو.
(٢) في التوحيد : ولا يجار من شيء ، ولا يجاوره شيء.
(٣) الكافي ١ : ٨٨ / ٣ ، التوحيد : ١٧٣ / ٢.
(٤) الكافي ١ : ١٢٣ / ٢.
(٥) التوحيد : ٩٠ ، معاني الأخبار : ٧.