أطلب إليك أن تريه النار. قال : فأخرج له عنقا منها (١) فرآها ، فما افترَّ ضاحكا (٢) حتى قبضه اللّه عزّوجلّ» (٣).
قام الإمام الباقر عليهالسلام بدور بارز في الدفاع عن العقيدة الإسلامية المتمثلة بالكتاب الكريم وسنة النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله ، وجعلهما الميزان في تقييم الأعمال وإن كل ما خالفهما فهو بدعة وضلال (٤).
وعلى ضوء ذلك بين لأصحابه عدم مشروعية صلاة الضحى وصلاة التراويح جماعة في شهر رمضان ، فقد سأل زرارة ومحمد بن مسلم والفضيل أبا جعفر الباقر وأبا عبد اللّه الصادق عليهماالسلام عن الصلاة في شهر رمضان نافلة بالليل جماعة ، فقالا : «إن النبي صلىاللهعليهوآله كان إذا صلّى العشاء الآخرة انصرف إلى منزله ، ثم يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلّي ، فخرج في أول ليلة من شهر رمضان ليصلّي ، كما كان يصلّي ، فاصطفّ الناس خلفه ، فهرب منهم إلى بيته وتركهم ، ففعلوا ذلك ثلاث ليال ، فقام صلىاللهعليهوآله في اليوم الثالث على منبره ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في جماعة بدعة ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجتمعوا ليلاً في شهر رمضان لصلاة الليل ، ولا تصلّوا صلاة الضحى ، فإن تلك معصية ، ألا
__________________
(١) أي طائفة منها.
(٢) أي ابتسم وبدت ثناياه.
(٣) أمالي الصدوق : ٦٩٧ / ٩٥٢.
(٤) يُنظر : أُصول الكافي ١ : ٥٦ / ٨ ، وعقاب الأعمال : ٥٧٨ / ٣.