الرامي إذا أغرق نزعاً أخطأ الهدف ، وإنّي كلّما أبالغ في مدحكم ، لا يعدل سهمي عن هدف الحقّ والصدق (١).
وفي مورد آخر نقل العلاّمة المجلسي عن خط الشيخ ابن فهد الحلي : أنّ رجلاً ورد على أبي جعفر الأول عليهالسلام بقصيدة مطلعها :
عليك السلام أبا جعفر
فلم يمنحه شيئاً ، فسأله في ذلك وقال : لِمَ لا تمنحني وقد مدحتك؟ فقال : «حييتني تحية الأموات ، أما سمعت قول الشاعر :
ألا طرقتنا آخر الليل زينب |
|
عليك سلام لما فات مطلب |
فقلت لها حييت زينب خدنكم |
|
تحية ميت وهو في الحي يشرب |
مع أنه كان يكفيك أن تقول : سلام عليك أبا جعفر» (٢).
في كتاب (الزينة) للحافظ أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي : كان الخليل بن أحمد أول من استخرج العروض ، فاستنبط منها ومن علل النحو ما لم يستخرجه أحد ، ولم يسبق إلى مثله سابق. وسمعت بعض أهل العلم يذكر أن الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب محمد بن علي ، أو من أصحاب علي بن الحسين ، فوضع له أصولاً ، وقسم الشعر ضروباً ، وسماه بها ، وجعل لتلك الأقسام دوائر وأسطراً ... (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٦ : ٣٣٩.
(٢) بحار الأنوار ٤٦ : ٣٤٥.
(٣) شرح إحقاق الحق ١٢ : ١٧٠ عن كتاب الزينة : ٨٠.