ودعاهم إلى تعاطي العلم وإشاعته بين الناس ، جاعلاً ذلك بمثابة الزكاة للعلم ، يقول عليهالسلام : «زكاة العلم أن تعلمه عباد اللّه» (١).
خامساً : بيّن الإمام عليهالسلام نوع العلم الذي ينبغي على المعلّم تعليمه إلى طلابه ، فيقول عليهالسلام : «من علّم باب هدى ، فله مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئاً ، ومن علم باب ضلال ، كان عليه مثل أوزار من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئاً» (٢).
سادساً : أشاد عليهالسلام بفضل العلماء ، وبين سمو منزلتهم ، فقال عليهالسلام : «العالم كمن معه شمعة تضيء للناس ، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير» (٣).
وقال عليهالسلام : «إن الذي يعلّم العلم منكم ، له مثل أجر المتعلّم ، وله الفضل عليه ، فتعلموا العلم من حملة العلم ، وعلموه إخوانكم كما علمكم العلماء» (٤).
وقال عليهالسلام : «عالم ينتفع بعلمه ، أفضل من سبعين ألف عابد» (٥).
رغم أن الإمام الباقر عليهالسلام يمثل عنواناً مذهبياً في ما يعتقده كثير من المسلمين بأنه إمام في موقع الوصاية من الرسول صلىاللهعليهوآله ، إلاّ أنه كان منفتحاً على مختلف أطياف الواقع الإسلامي ، وكان مرجعاً لها جميعاً ، وحرص على أن تمتاز مدرسته بالسعة والشمولية والتنوع ، بحيث يصدق عليها مدرسة الإسلام الكبرى ،
__________________
(١) الكافي ١ : ٤١ / ٣.
(٢) تحف العقول : ٢٩٧.
(٣) الاحتجاج ١ : ٢٨ / ١٥٦ ، اليقين / ابن طاوس : ٧.
(٤) الكافي ١ : ٣٥ / ٢.
(٥) حلية الأولياء ٣ : ١٨٣ ، الفصول المهمة : ١٩٥ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ ، أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٨٣ ، تحف العقول : ٢٩٤ ، مطالب السؤول : ٨٠.