علمهم» (١).
وسأله الأبرش الكلبي عن قول اللّه عزوجل : «وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ» (٢). فقال أبو جعفر عليهالسلام : «ما قيل لك؟ فقال : قالوا : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : ليس كما قيل لك ، الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم القيامة ، أما تقرأ القرآن؟ قال اللّه عزوجل : «ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» (٣).
يشكل الحديث أولى الاهتمامات العلمية للإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام ، فربى جيلاً من حملة الحديث الثقات ، وحمّلهم حديث جده وآبائه المعصومين عليهمالسلام ، كي يحفظونه من الضياع والتحريف ، منهم بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير بن ليث البختري ، وجابر الجعفي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة بن أعين وغيرهم ، ذلك لكون الحديث ثاني ركائز التشريع ومنابع الفكر الديني بعد كتاب اللّه تعالى ، من هنا يمكن أن نتلمس دور الإمام عليهالسلام في هذا الاتجاه بما يلي :
هناك جملة قواعد في رواية الحديث أكد عليها الإمام الباقر عليهالسلام في حديثه ، وهي تحكي مدى عنايته بثاني أثافي التشريع الإسلامي ، وأضحت
__________________
(١) الكافي ٨ : ٩٥ / ٦٧.
(٢) سورة البروج : ٨٥ / ٣.
(٣) معاني الأخبار : ٢٩٩ / ٥ ، والآية من سورة هود : ١١ / ١٠٣.