قام بحمل راية الرساله |
|
بمحكم البيان والدلاله |
فطبق الأرض بلابتيها |
|
بالعلم إشفاقاً بمَن عليها (١) |
لا ريب كان الباقر عليهالسلام أعلم أهل زمانه ، مثلما كان آباؤه عليهمالسلام كذلك ، وهو وريثهم عليهمالسلام في التصدّر للعلم ونشر الهداية ، ولم يظهر عن أحد في عصره ما ظهر عنه من علم الدين والقرآن والآثار والسنّة والسيرة وغيرها ، من هنا تسابق بقايا الصحابة وأئمّة التابعين وأكابر علماء الدين لينهلوا من نمير علمه وصافي فضله ، وهم يتصاغرون هيبة لعلمه وجلالته.
قال عبد اللّه بن عطاء المكي : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة ـ مع جلالته في القوم ـ بين يديه كأنّه صبي بين يدي معلّمه (٢). وهو اعتراف صريح بتفوّقه العلمي.
وعن أبي حمزة الثمالي : أن قتادة (٣) حين التقى الإمام الباقر عليهالسلام في مسجد جدّه رسول اللّه ، قال له الإمام عليهالسلام : «من أنت؟ قال : أنا قتادة بن دعامة البصري.
__________________
(١) الأنوار القدسية : ٧١.
(٢) الإرشاد ٢ : ١٦٠ ، روضة الواعظين : ٢٠٢ ، حلية الأولياء ٣ : ١٨٥ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٨ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٤ ، البداية والنهاية ٩ : ٣٤٠ ، تذكرة الخواص : ٣٤٧ ، وفيه : كأنّه عصفور مغلوب ، روضة الرياحين / اليافعي : ٥٧ ، مرآة الجنان / اليافعي ١ : ٢٤٨ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٢٩ ، إعلام الورى ١ : ٥٠٦.
(٣) قتادة بن دعامة السدوسي ، أبو الخطاب البصري ، من أعلام التابعين ، كان ذا علم بالقرآن والحديث والفقه ، توفي سنة ١١٧ هـ وقيل : ١١٨ هـ.