قال الشاعر :
سمت به معاهد العلم إلى |
|
هام الضراح والسماوات العلى |
حتى تجلت لأولى الألباب |
|
حقائق السنة والكتاب |
أحكمها بمحكم الأساس |
|
جلت عن الرأي أو القياس |
وسد باب الظن والتخمين |
|
بفتح باب العلم واليقين |
وبابه المفتوح باب الباري |
|
وباب علم المصطفى المختار |
هل يترك العين ويطلب الأثر |
|
فما أضل من تولى وكفر! |
فاتبعوا إبليس في قياسه |
|
واستحسنوا البنا على أساسه |
واتخذوا سبيله سبيلا |
|
ما راقبوا اللّه ولا الرسولا |
صدوا عن الحق وتاهوا في العمى |
|
في مثله تحبس قطرها السما |
حادوا عن العترة والكتاب |
|
بل نكسوا قُدما على الأعقاب (٢) |
كان الكثير من أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام يزدحمون في حلقة درسه ويختلفون إليه في جميع المناسبات ، ولكثرتهم أفردهم ابن عقدة في كتاب من روى عن أبي جعفر عليهالسلام (٣) ، وعدّ الشيخ الطوسي (٤٦٨) من أصحابه والرواة عنه من مختلف ديار الإسلام ، ومن مختلف الاتجاهات ، فتجد فيهم العامي والزيدي والمعتزلي والمتصوف والخارجي وغيرهم ، وتجد فيهم النساء إلى جانب الرجال ، ممن شمرن عن ساعد الجدّ للرواية عن الإمام عليهالسلام ، ومنهن ابنته
__________________
(١) الأنوار القدسية : ٧٦.
(٢) رجال النجاشي : ٩٤ ، الذريعة ٢٢ : ٢٢٨.