حجّ ، بم حلق رأسه ، ومن حلقه؟ فقال : «نزل جبرئيل عليه بياقوتة من الجنّة ، فأمرّها على رأسه فتناثر شعره» (١).
كان الإمام الباقر عليهالسلام مثلاً أعلى في العبادة والورع والتقوى ، شأنه شأن آبائه المعصومين عليهمالسلام ، أولئك الذوات المقدسة الذين ذابوا في حبّ اللّه وانقطعوا إليه ، لنيل رضوانه ورجاء الزلفى لديه.
وقد جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام جملة توصيات في موارد العبادة المختلفة ، فأكّد على الجانب الأخلاقي فيها ، فخير العبادة ما اقترن بالورع عن المحارم وعفّة البطن والفرج ، قال الباقر عليهالسلام : «إنّ أشدّ العبادة الورع» (٢). وقال عليهالسلام : «ما من عبادة أفضل من عفّة بطن أو فرج» (٣).
وحثّ على حضور القلب في الصلاة ، وأداء النوافل ، فقال عليهالسلام : «إنّ العبد ليرفع له من صلاته نصفها وثلثها وربعها وخمسها ، فما يرفع له إلاّ ما أقبل عليه بقلبه ، وإنّما أُمروا بالنوافل ليتمّ لهم ما نقصوا من الفريضة» (٤).
وفي سيرته العملية ، كان الإمام الباقر عليهالسلام يحيي ليله قياماً وتضرّعاً إلى بارئه ، وهو في محراب عبادته ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام ، أنّه كان في جوف الليل يقول : «أمرتني فلم أئتمر ، وزجرتني فلم أزدجر ، فها أنا عبدك
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٥ ، الكافي ٦ : ١٩٥ / ٦.
(٢) الكافي ٢ : ٧٧ / ٥.
(٣) حلية الأولياء ٣ : ١٨٧ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٩٣ ، أعلام الدين : ٣٠١ ، البداية والنهاية ٩ : ٣٤١.
(٤) الكافي ٣ : ٣٦٣ / ٢.