للإمام الباقر عليهالسلام رسائل بعث بها إلى أصحابه ومواليه وغيرهم ، تشتمل على وصايا قيمة في السلوك والآداب ، ويحث فيها على اتباع التقوى والعمل الصالح ، ويشرح حال الأمة بعد رحلة الرسول صلىاللهعليهوآله ، ودور العلماء في تلبية حاجات الأمة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومواضيع أخرى مختلفة.
وعلى رأس تلك الرسائل ، هناك رسالتان كتبها إلى سعد بن عبد الملك الأُموي نسبا ، المعروف بسعد الخير (١).
كتب أبو جعفر عليهالسلام بعد البسملة ، « أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى اللّه ، فإن فيها السلامة من التلف ، والغنيمة في المنقلب ، إن اللّه عزّوجلّ يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله ، ويجلي بالتقوى عنه عماه وجهله ، وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة ، وصالح ومن معه من الصاعقة ، وبالتقوى فاز الصابرون ، ونجت تلك العصب من المهالك ... » (٢).
وكتب رسالة ثانية جوابية إلى سعد الخير ، ومنها : «يا أخي ، إن اللّه عزّوجلّ جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون معهم على الأذى ، يجيبون داعي اللّه ، ويدعون إلى اللّه ، فأبصرهم رحمك اللّه ، فإنهم في منزلة رفيعة ، وإن أصابتهم في الدنيا وضيعة ، أنهم يحيون بكتاب اللّه الموتى ، ويبصرن بنور اللّه من العمى ، كم
__________________
(١) للاطلاع على المزيد من الرسائل ، راجع : معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة عليهمالسلام لمحمد بن الفيض الكاشاني.
(٢) الكافي ٨ : ٥٢ / ١٦.