روى المؤرخون عن رجل من بني هاشم ، قال : «كنا عند محمد بن علي بن الحسين ، وأخوه زيد جالس ، فدخل رجل من أهل الكوفة ، فقال له محمد بن علي عليهماالسلام : إنّك لتروي طرائف من نوادر الشعر ، فكيف قال الأنصاري لأخيه؟
فأنشده :
لعمرك ما إن أبو مالك |
|
بواهٍ ولا بضعيف قواه |
ولا بالألد (٢) له وازع |
|
يعادي أخاه إذا ما نهاه |
ولكنّه هين لين |
|
كعالية الرمح عرد نساه (٣) |
اذا سدته سدت مطواعة |
|
ومهما وكلت إليه كفاه |
أبو مالك قاصر فقره |
|
على نفسه ومشيع غناه |
فوضع أبو جعفر عليهالسلام يده على كتف زيد ، وقال له : هذه صفتك يا أخي ، وأعيذك باللّه أن تكون قتيل العراق» (٣).
ورواها الشيخ الصدوق عن جابر الجعفي ، وفيها أن أبا جعفر عليهالسلام استنشد معروف بن خربوذ المكي ، قائلاً له : «يا معروف ، أنشدني من طرائف ما عندك» فأنشده الأبيات (٤).
وروى أبو الفرج عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه كان إذا نظر إلى أخيه زيد تمثّل
__________________
(١) الألد : شديد الخصومة.
(٢) أي شديد ساقه.
(٣) زهرالآداب / القيرواني ١ : ١١٨ ، والأبيات من قصيدة للمتنخل بن عويمر الهذلي.
(٤) الأمالي / الصدوق : ٩٤ / ٧٣ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٥١ / ٢ ، وروى القصيدة السيد المرتضى في الأمالي ١ : ٢٢٢.