بهذه الأبيات (٣).
والأبيات التي أراد الإمام عليهالسلام وصف أخيه زيد بها ، تعني أنّه كان كريماً في طباعه ، صلباً في إرادته ، وإن ساده أخوه في أمر الإمامة فهو مطيع لأخيه لا يعصيه ولا يحسده ، ومهما وكل إليه من أمر عظيم فإنّه أهل للقيام به.
روي أنّ الكميت أتى المدينة ، فأنشد الباقر عليهالسلام قصيدته التي يقول فيها :
من لقلب متيم مستهام |
|
غير ما صبوة ولا أحلام |
فلما بلغ إلى قوله :
أخلص اللّه لي هواي فما أُغـ |
|
رقُ نزعا ولا تطيش سهامي (٤) |
قال له محمد بن علي الباقر عليهالسلام : «من لم يُغرق النزع لم يبلغ غايته بسهمه ، ولكن لو قلت : فقد اُغرق نزعا ولا تطيش سهامي» (٥).
وفي رواية ابن شهر آشوب والطبرسي : فقال الكميت : «يا مولاي ، أنت أشعر منّي في هذا المعنى» (٦).
قال العلاّمة المجلسي : إن فيما ذكره عليهالسلام معنى لطيفاً كاملاً ، وهو أن المداحين إذا بالغوا في مدح ممدوحهم ، خرجوا عن الحقّ ، وكذبوا فيما يثبتون له ، كما أن
__________________
(١) الأغاني ٢٠ : ١٢٧.
(٢) البيت من أوّل قصيدة في الهاشميّات ، ورد في الهاشميات : ٢٣ ، شرح الهاشميات / أبو رياش القيسي : ٣٧ ، رجال الكشي : ٢٠٦ / ٣٦٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٧ ، اعلام الورى ١ : ٥١٠.
(٣) شرح الهاشميات : ٣٧.
(٤) المناقب ٣ : ٣٣٧ ، اعلام الورى ١ : ٥١٠.