الأمر من لا تدرون ولد أم لم يولد ، خلق أم لم يخلق» (١).
وعن عبد اللّه بن عطاء ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : «إن شيعتك بالعراق كثيرون ، فواللّه ما في أهل بيتك مثلك ، فكيف لا تخرج؟! فقال : يا عبد اللّه بن عطاء ، قد أمكنت الحشو من أذنيك! واللّه ما أنا بصاحبكم. قلت : فمن صاحبنا؟ قال : انظروا من تخفى على الناس ولادته ، فهو صاحبكم» (٢).
ذكر عليهالسلام في أحاديث كثيرة مرور شيعته خلال غيبة الإمام المهدي عليهالسلام بمرحلة طويلة من التمحيص والابتلاء ، ومنه عن محمد بن منصور الصيقل ، عن أبيه ، قال : «دخلت على أبي جعفر الباقر عليهالسلام وعنده جماعة ، فبينا نحن نتحدث وهو على بعض أصحابه مقبل ، إذ التفت إلينا وقال : في أي شيء أنتم؟ هيهات هيهات ، لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحّصوا ، هيهات ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميّزوا ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا ، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلاّ بعد إياس» (٣).
وأخبر أبو جعفر الباقر عليهالسلام أن الإمام الحجة عليهالسلام هو الثاني عشر من الأئمة عليهالسلام ، وشخص بعض صفاته التي لا تنطبق إلاّ عليه ، كما ذكر الملاحم والفتن وعلامات الظهور ، وقيام دولة الحق على يديه.
__________________
(١) الغيبة / النعماني : ١٨٨.
(٢) اكمال الدين : ٣٢٥ / ٢.
(٣) الغيبة / النعماني : ٢١٦.