ويبغض العبد ويحبّ عمله؟» فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام (١).
وكان الإمام الباقر عليهالسلام ينبّه الأُمّة على مواضع الخطر ، حرصاً منه على دماء الناس من عبث العابثين ، قال أبو بصير : «أطرق أبو جعفر عليهالسلام إلى الأرض ينكت فيها ملياً ، ثمّ انّه رفع رأسه فقال : كيف أنتم يا قوم إذا جاءكم رجل فدخل عليكم مدينتكم هذه ، في أربعة آلاف رجل ، حتى يستعرضكم بسيفه ثلاثة أيام ، فيقتل مقاتليكم ، وتلقون منه بلاءً لا تقدرون أن تدفعوه بأيديكم ، وذلك يكون في قابل ، فخذوا حذركم ، واعلموا أنّه ما قلت لكم كائن لابدّ منه ، فلم يأخذ أحد حذره من أهل المدينة إلاّ بنو هاشم خاصة ، فلما كان من قابل حمل أبو جعفر عليهالسلام عياله أجمعين وبنو هاشم فخرجوا من المدينة ، فكان كما قال عليهالسلام ، فأُصيب أهل المدينة ، وقالوا : واللّه لا نرد على أبي جعفر شيئاً نسمعه أبداً».
وقال بعضهم : إنّما القوم أهل بيت النبوة ينطقون بالحق (٢).
لم يدع الإمام الباقر عليهالسلام مناسبة دون أن يسعى إلى تلبية حاجات المسلمين ، ويعد ذلك من الحقوق عليه ، عن زرارة ، قال : «حضر أبو جعفر عليهالسلام جنازة رجل من قريش وأنا معه ، وكان فيها عطاء بن أبي رباح ، فصرخت صارخة ، فقال عطاء : لتسكتن أو لنرجعن. قال : فلم تسكت ، فرجع عطاء ، قال : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن عطاء قد رجع. قال : ولِم؟ قلت : صرخت هذه
__________________
(١) الأمالي / الطوسي : ٤١٠ / ٩٢٣.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٥ ، دلائل الإمامة : ٢٢١ ، الصراط المستقيم ٢ : ١٨٢.