وممّن جمع حسب الدين والأبوة ، تكلّم في العوارض والخطرات ، وسفح الدموع والعبرات ، ونهى عن المراء والخصومات» (١).
وقال شمس الدين الذهبي ، المتوفّى سنة ٧٤٨ هـ : «أبو جعفر الباقر ، محمد بن علي بن الحسين ، الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني ، أحد الأعلام ، وكان سيد بني هاشم في زمانه» (٢).
وقال ابن كثير ، المتوفّى سنة ٧٧٤ هـ : هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، سمّي الباقر لبقره العلوم واستنباطه الحكم ، كان ذاكراً خاشعاً صابراً (٣).
من هنا نأتي إلى نبذة من الملكات القدسية والمناقب الفذّة التي تحلّى بها الإمام الباقر عليهالسلام وورثها عن آبائه المعصومين عليهمالسلام :
اقترن اسم الإمام أبي جعفر عليهالسلام بوصف (باقر العلم) ، للحديث الذي قدّمناه في الفصل الثاني ، والمروي عن جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله ، فقد وصفه الصادق الأمين بالباقر لأنّه سيبقر العلم ، أي يتبحّر ويتوسّع فيه.
منذ فجر حياة أبي جعفر الباقر عليهالسلام كان مصداقاً لذلك النعت ، حيث بدت عليه مظاهر العلم والمعرفة والنبوغ من أيام طفولته ، وقد عرفه الناس بسعة الاطلاع والفضل وغزارة العلم ، فكانوا يرجعون إليه في كل
__________________
(١) حلية الأولياء ٣ : ١٨٠.
(٢) تذكرة الحفاظ ١ : ١٢٤.
(٣) البداية والنهاية ٩ : ٣٣٩.