وكان محمد بن علي الباقر اذا رأى مبتلى أخفى الاستعاذة ، وكان لا يسمع من داره للسائل : بورك فيك ، ولا ياسائل خذ هذا ، وكان يقول : سمّوهم بأحسن أسمائهم» (١).
وفي هذا الاتجاه يقول عليهالسلام : «اعلم أن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك ، فأكرم وجهك عن رده» (٢).
ويتسع العطاء لديه عليهالسلام ليشمل الرفق بسائر المخلوقات ، يقول عليهالسلام : «من سقى كبدا حرى من بهيمة أو غيرها أظلّه اللّه يوم لا ظل إلاّ ظلّه» (٣).
كان الرقّ ظاهرة متفشية في الوسط الاجتماعي آنداك ، وكان يُنظر إلى العبيد نظرة ازدراء واحتقار ، وبحكم النظام الاجتماعي القائم ، أصبح العبيد محكومين من قبل ساداتهم لايستطيعون التمرّد عليهم ، وجاء الإسلام لتحرير الإنسان من براثن العبودية والرق ، واستئصال تلك الظاهرة ولو بالتدريج ، فشجع على البذل والعطاء في سبيل عتق الرقاب ، ومارس الرسول وأهل البيت عليهمالسلام ذلك ممارسة عملية ، فتبوأ المماليك بفضل ذلك مراكز اجتماعية مهمة في أوساط المجتمع الإسلامي ، وكان آخر وصايا رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بالصلاة وبهذه الشريحة الاجتماعية المهمة ، حيث قال صلىاللهعليهوآله : «اللّه اللّه في صلاتكم ، وما ملكت أيمانكم».
وقال : «ألبسوهم مما تلبسون ، وأطعموهم مما تأكلون».
__________________
(١) البيان والتبيين ٣ : ١٥٧.
(٢) تحف العقول : ٢٩٩.
(٣) الكافي ٤ : ٥٨ / ٦.