فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطيب ، ويكسوهم الثياب الحسنة في بعض الأحيان ، ويهب لهم الدراهم ، فكنت أكلمه في ذلك ، لكثرة عياله وتوسط حاله ، فيقول : «يا سلمى ، ما حسنة الدنيا إلاّ صلة الإخوان والمعارف. وكان يصل بالخمس مئة درهم ، وبالست مئة ، وبالألف درهم» (١).
وعن سليمان بن قرم ، قال : كان أبو جعفر محمد بن علي عليهماالسلام يجيزنا بالخمس مئة درهم ، إلى الست مئة ، إلى الألف درهم (٢).
وعن عمرو بن دينار وعبد اللّه بن عبيد ، أنهما قالا : «ما لقينا أبا جعفر محمد ابن علي عليهماالسلام إلاّ وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة ، ويقول : هذه معدّة لكم قبل أن تلقوني» (٣).
وقال الحسن بن كثير : «شكوت إلى أبي جعفر عليهالسلام جور الزمان وجفاء الإخوان ، فقال : بئس الأخ أخ يرعاك غنياً ويجفوك فقيراً. ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبع مئة درهم ، فقال : استعن بهذه على الوقت ، فإذا فرغت فأعلمني» (٤).
وثمة موقف تربوي في العطاء والبذل يسجله الإمام الباقر عليهالسلام ، في حفظ كرامة السائل وحرمته في داره ، وعدم الحط من شأن الفقراء ، قال الجاحظ :
__________________
(١) الفصول المهمة : ١٩٧ ، نور الأبصار : ١٩٤ ، تذكرة الخواص : ٣٥٠ ، كشف الغمة ٢ : ٣٣٠ و ٣٣٢.
(٢) الارشاد ٢ : ١٦٧ ، روضة الواعظين : ٢٠٤ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٧.
(٣) الارشاد ٢ : ١٦٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٧.
(٤) الفصول المهمة : ١٩٧ ، المختار في مناقب الأخيار : ٣٠ ، روضة الواعظين : ٢٠٤ ، الارشاد ٢ : ١٦٦ ، كشف الغمة ٢ : ٣٣٠ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٧.