جعلت فداك ، وأين؟ قال : حيث قال : «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ـ إلى قوله ـ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ» (١) فسلهم ـ يا أبا الجارود ـ هل يحلّ لرسول اللّه نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا : نعم ، فكذبوا واللّه ، وإن قالوا : لا ، فهما واللّه ابنا رسول اللّه لصلبه ، وما حرمن عليه إلاّ للصلب» (٢).
وله مناظرة مع رجل في مجلس أبيه السجاد عليهالسلام ، حول مظلومية أمير المؤمنين ، قال له الباقر عليهالسلام : «يا عبد اللّه ، ما أكثر ظلم كثير من هذه الأُمّة لعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وأقلّ أنصارهم ، إنّهم يمنعون علياً عليهالسلام ما يعطونه سائر الصحابة ، وعلي أفضلهم ، فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره؟!
قيل : وكيف ذاك يا بن رسول اللّه؟ قال : لأنّكم تتولّون محبّي أبي بكر بن أبي قحافة ، وتتبرّءون من أعدائه كائناً من كان ، وكذلك تتولّون عمر بن الخطّاب ، وتتبرّءون من أعدائه كائناً من كان ، وتتولّون عثمان بن عفّان ، وتتبرّءون من أعدائه كائناً من كان ، حتّى إذا صار إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قالوا : نتولّى محبّيه ، ولا نتبرّأ من أعدائه ، بل نحبّهم ، فكيف يجوز هذا لهم ، ورسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول في علي عليهالسلام : اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله. أفترونه لا يعادي من عاداه ، ولا يخذل من خذله؟! ليس هذا بإنصاف.
ثم أخرى : إنّهم إذا ذكر لهم ما أخصّ اللّه به عليّاً عليهالسلام بدعاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وكرامته على ربّه تعالى جحدوه ، وهم يقبلون ما يذكر لهم في غيره من
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٨٧.
(٢) الاحتجاج ٢ : ٥٨.