الحسين عليهماالسلام ، أنّه كان يقف على قبر النبي صلىاللهعليهوآله ويلتزق بالقبر (١).
وروى ابن عساكر بالاسناد عن قيس بن النعمان أنه خرج يوماً إلى بعض مقابر المدينة ، فوجد الإمام الباقر عليهالسلام جالساً عند قبر أبيه يبكي بكاءً شديداً ، وأن وجهه ليلقي شعاعاً من نور ، فقال له في بعض حديثه : «هذا قبر أبي ، فأي أنس آنس من قربه ، وأي وحشة تكون معه». قال قيس : فانصرفت وما تركت زيارة القبور مذ ذاك (٢).
مارس الإمام الباقر عليهالسلام عملية تصحيح لبعض المقولات الخاطئة الجارية على ألسن الناس ، فقال يوماً رجل عنده : اللهم أغننا عن جميع خلقك. فقال أبو جعفر عليهالسلام : «لا تقل هكذا. ولكن قل : اللهم أغننا عن شرار خلقك ، فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه» (٣).
وقال عليهالسلام : «كم من رجل قد لقي رجلاً فقال له : كب اللّه عدوك ، وما له من عدو إلاّ اللّه» (٤).
إن حركة الغلو من الاتجاهات المدمرة في الفكر الإسلامي ، لذلك كان لأهل البيت عليهمالسلام كلمتهم حيثما يظهر الغلو ، وهي كلمة واحدة أعلنوا فيها عن كفر الغلاة والحادهم ، ولعنوهم ودعوا أصحابهم إلى البراءة منهم ، لحرصهم على
__________________
(١) الكافي ٤ : ٥٥١ / ٢.
(٢) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٨١.
(٣) تحف العقول : ٢٩٣.
(٤) تحف العقول : ٢٩٤.