المقدس ، ولقد وضع عبد من عباد اللّه قدمه على حجره ، فأمرنا اللّه تبارك وتعالى أن نتخذه مصلّى. يا جابر ، إن اللّه تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه ، تعالى عن صفة الواصفين ، وجل عن أوهام المتوهّمين ، واحتجب عن أعين الناظرين ، لا يزول مع الزائلين ، ولا يأفل مع الآفلين ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع العليم» (١).
ومن الأباطيل التي روّج لها الحاكم الأموي قولهم قبّحهم اللّه : إن أبا طالب في ضحضاح من نار ، للطعن بايمانه ، والحط من أهل بيته ، وقد رد الإمام الباقر عليهالسلام هذه الفرية بشدة ، فقد سئل عليهالسلام عما يقوله حثالة الناس : إن أبا طالب في ضحضاح من نار. فقال : «لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفة أخرى لرجح إيمانه. ثم قال : ألم تعلموا أن أمير المؤمنين علياً عليهالسلام كان يأمر أن يحج عن عبد اللّه وابنه وأبي طالب في حياته ، ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم» (٢).
وقد قدمنا في الفصل الأول أن حكام بني أمية وعمالهم عملوا على النيل من مقام النبوة ، والاستخفاف بزوار قبر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بالمدينة (٣).
وإزاء ذلك قدم الإمام الباقر دروساً عملية في مشروعية زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآله وقبور الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهمالسلام وشدَّ الرحال إليهم ، والتوسل والاستشفاع بهم ، منها حديث الإمام الباقر عليهالسلام عن أبيه علي بن
__________________
(١) التوحيد : ١٧٩.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٤ : ٦٨.
(٣) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ١٥ : ٢٤٢.