وهو أخو الكميت ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام (١) ، وأنشد الإمام أبا جعفر الباقر عليهالسلام حين وفد عليه قصيدة ، عبّر فيها عن حبّه وولائه له ، يقول فيها :
كم جزت فيك من أحواز وأيفاع (٢) |
|
وأوقع الشوق بي قاعا إلى قاعِ |
ياخير من حملت أُنثى ومن وضعت |
|
به إليك غدا سيري وإيضاعي (٣) |
أما بلغتك فالآمال بالغة |
|
بنا إلى غاية يسعى لها الساعي |
من معشر شيعة للّه ثم لكم |
|
صور (٤) إليكم بأبصارٍ وأسماعِ |
وعاة أمر ونهي عن أئمّتهم |
|
يوصي بها منهم واع إلى واعِ |
لا يسأمون دعاء الخير ربّهم |
|
أن يدركوا فيلبّوا دعوة الداعِ |
وأظهر فيها حسن اعتقاده بالغيبة ، وعبّر عن لسان الغيب الذي سمعه من رواة أهل البيت الثقات ، فذكر الوليد بسامراء قبل بنائها ، ويريد به الإمام الثاني عشر من أهل البيت عليهمالسلام ، يواصل القول فيها :
متى الوليد بسامرا إذا بنيت |
|
يبدو كمثل شهاب الليل طلاعِ |
حتى إذا قذفت أرض العراق به |
|
إلى الحجاز أناخوه بجعجاعِ (٥) |
__________________
(١) رجال الشيخ : ٣١٧.
(٢) الأحواز : جمع حوزة ، الناحية. الأيفاع جمع يَفاع : وهو المرتفع من الأرض.
(٣) أوضعت الناقة إيضاعا : أسرعت في سيرها.
(٤) صُور : جمع أصْوَر ، وهو المائل العنق ، يقال : صار عنقه إليه : أي أقبل به عليه.
(٥) الجعجاع : المكان الضيّق ، والمُناخ السَّيء الذي لا يقرّ فيه صاحبه.