الينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ، ويعرضوا علينا نصرتهم ، ثم قرأ هذه الآية «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ» » (١).
وفي قوله تعالى : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» (٢).
جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام في هذه الآية قوله : «كونوا مع آل محمد عليهمالسلام» (٣).
وقال عليهالسلام : «من سرّه أن لا يكون بينه وبين اللّه حجاب حتى ينظر إلى اللّه وينظر اللّه إليه ، فليتول آل محمد ويبرأ من عدوهم ، ويأتم بالإمام منهم ، فإنه إذا كان كذلك نظر اللّه إليه ونظر إلى اللّه» (٤).
لا يختلف اثنان أن مودة أهل البيت عليهمالسلام عقيدة مستمدة من كتاب اللّه تعالى وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله ، ومبدأ رسالي ينطوي على آثار مهمة في حياة الفرد والمجتمع ، من هنا حرص الإمام الباقر عليهالسلام على نفض غبار التناسي والنسيان عن ذاكرة الأُمّة ، وإزالة تراكمات الحكام الذين عملوا على تبديل ذلك الودّ المفروض بالقتل والقمع والإرهاب والترويع والبغض والنصب ، فذكّرهم بضرورة من ضرورات الدين ، وحق من حقوق أهل البيت الثابتة لهم لطهارتهم وعصمتهم وقربهم من ربهم ، مبيناً أن حبهم من الإيمان ، بل هو أصل الإيمان.
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٣٩٢ / ١ ، والآية من سورة إبراهيم : ١٤ / ٣٧.
(٢) سورة التوبة : ٩ / ١١٩.
(٣) ترجمة الإمام علي عليهالسلام من تاريخ مدينة دمشق ٢ : ٤٢١ / ٩٣٠.
(٤) قرب الاسناد : ٣٥١.