ورجّح سبط ابن الجوزي وفاته عن ثمان وخمسين سنة ، لما روي عنه عليهالسلام : أنّ علياً عليهالسلام قتل وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها الحسن عليهالسلام ، ومات لها الحسين عليهالسلام ، ومات لها علي بن الحسين عليهالسلام.
وروي عن جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول : سمعت أبي يقول لعمتي فاطمة بنت الحسين عليهالسلام : قد أتت علي ثمان وخمسون ، فتوفّي لها (١) ، وروي نحو ذلك ابن سعد ، والجنابذي ، وابن عساكر ، والقاضي النعمان (٢).
رغم ابتعاد الإمام الباقر ، ومن قبله أبوه الإمام السجّاد عليهماالسلام ، عن كل ما يمت بصلة إلى السلطة ورموز بلاطها ، إلاّ أنّه يمثل بالنسبة للسلطات الأُمويّة هاجساً من الخوف المشوب بالغيرة والحقد ونصب العداء ، ويدخل ذلك ضمن الثقافة التي توارثها الأبناء عن الآباء من رجالات السلطة ، ذلك لأنّهم يدركون خطورة النشاط الذي يمارسه عليها ، لكونه مصدر الوعي الإسلامي الصحيح ورائد الحركة الاصلاحية في الأُمّة ، التي تكنّ له التبجيل والاحترام ، فعملت السلطة على تصفيته جسدياً ، ولجأت إلى سلاحها المعهود فاغتالته بالسم في زمان هشام بن عبد الملك ، الذي نقل أنّه كان شديد العداوة والعناد لأبي جعفر الباقر عليهالسلام ولأهل بيته (٣). ولم تذكر الروايات تفاصيل أسباب دسّ السم إليه وكيفية شهادته.
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٣٥٠.
(٢) الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٨ ، كشف الغمة ٢ : ٣٣١ عن الحافظ عبد العزيز الجنابذي ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٩٥ ، شرح الأخبار ٣ : ٢٨٨.
(٣) الهداية الكبرى : ٢٣٧.