الأرض ساعة لساخت بأهلها وماجت ، كما يموج البحر بأهله» (١).
عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنه قال : «واللّه ما ترك اللّه أرضه منذ قبض اللّه آدم إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى اللّه ، وهو حجته على عباده ، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة للّه على عباده» (٢).
لتأكيد ضرورة النبوة والإمامة ، ذكر الإمام الباقر عليهالسلام العلّة التي من أجلها يحتاج إلى النبي والإمام ، وهي تحقيق صلاح العالم وأمان أهل الأرض.
عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : «قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام : لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام؟ فقال : لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أن اللّه عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام ، قال اللّه عزّوجلّ : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ» (٣) وقال النبي صلىاللهعليهوآله : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون. يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن اللّه عزوجل طاعتهم بطاعته ، فقال : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاْءَمْرِ مِنْكُمْ» (٤) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون ، وهم المؤيدون
__________________
(١) الغيبة / النعماني : ١٣٩ ، بصائر الدرجات : ٥٠٨ / ٣ ، الإمامة والتبصرة : ٣٤ ، الكافي ١ : ١٧٩ / ١٢ ، اكمال الدين : ٢٠٢ / ٣ و ٩.
(٢) الغيبة / النعماني : ١٣٨.
(٣) سورة الأنفال : ٨ / ٣٣.
(٤) سورة النساء : ٤ / ٥٩.