جوهر علمه من الكنز الخفي |
|
فياله من شرف في شرف (١) |
كان للإمام الباقر عليهالسلام دور كبير في نشر الفقه ، وأعاد له نضارته ، وحافظ على أصوله من الضياع ، في وقت درج فيه الناس على إهمال شؤون الدين ، والجهل بمسائل الحلال والحرام.
قال ابن أبي الحديد : كان محمد بن علي بن الحسين سيد فقهاء الحجاز ، ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه (٢).
وقال الشيخ المفيد : آثر عنه الناس السنن ، واعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله (٣).
وعدّ باقر العلم عليهالسلام من قبل أعلام أهل السنة كالنسائي وغيره في فقهاء التابعين من أهل المدينة (٤) ، واتفق الحفاظ على الاحتجاج بأبي جعفر عليهالسلام (٥).
أما انجازاته على هذا الصعيد ، فيمكن بلورتها من خلال النقاط التالية :
أولاً : ترك الإمام عليهالسلام تراثاً ضخماً يغطي معظم أبواب الفقه والتشريع ، حفلت بها موسوعات فقه وحديث الإمامية ، وكانت ولا تزال رافداً ومعيناً للفقهاء.
ثانياً : كان في حلقة درسه في بيته وفي مسجد مكة والمدينة ، سيما في موسم
__________________
(١) الأنوار القدسية : ٧٣.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٥ : ٢٧٧.
(٣) الإرشاد ٢ : ١٦٣.
(٤) تذكرة الحفّاظ / الذهبي ١ : ١٢٤ ، طبقات الحفّاظ / السيوطي : ٥٦.
(٥) سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٣.