الحج ، بمثابة مدرسة سيارة في افتاء الناس وحلّ المسائل المعضلة ، وكان ضمن الوافدين إليه الذين سألوه عن مسائل في الحلال والحرام ، فأجابهم : نافع بن الأزرق (١) ، والحكم بن عتيبة (٢) ، والحسن الزيات (٣) ، وقتادة بن دعامة السدوسي ، ووفد من أهل خراسان (٤) ، ووفد من أهل فلسطين (٥).
وكان يجلس حوله عالم من الناس ، فلم يبرح مكانه حتى يفتي في ألف مسألة ، وهو في الساعة الأخيرة من يومه. قالت حبابة الوالبية : رأيته بمكة أصيلاً (٦) في الملتزم ، أو بين الباب والحجر ، على صعدة من الأرض ، وقد حزم وسطه على المئرز بعمامة خز ، والغزالة (٧) تخال على قلل الجبال كالعمائم على قمم الرجال ، وقد صاعد كفه وطرفه نحو السماء ويدعو ، فلما انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات ، ويستفتحون أبواب المشكلات ، فلم يرم (٨) حتى أفتاهم في ألف مسألة ، ثم نهض يريد رحله (٩).
ثالثاً : هناك جملة من الإرشادات في مجال الفقه والتشريع ، وردت في حديث الإمام عليهالسلام ، منها أن على الفقيه أن يعتمد الكتاب والسنة فيما يصدر من
__________________
(١) الكافي ٨ : ١٢٠ / ٩٣ ، الإرشاد ٢ : ١٦٤ ، روضة الواعظين / الفتال : ٢٠٤.
(٢) الكافي ٦ : ٤٤٦ / ١.
(٣) الكافي ٦ : ٤٧٧ / ٥.
(٤) الكافي ٦ : ٢٥٦.
(٥) التوحيد / الصدوق : ٩٢ ، معاني الأخبار / الصدوق : ٧.
(٦) أي وقت الأصيل.
(٧) أي الشمس.
(٨) أي لم يبرح مكانه.
(٩) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٧ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢٥٩ / ٦٠.