ستين مملوكاً ، فأعتق ثلثهم عند موته ، فأقرعت بينهم وأخرجت الثلث (١).
وعن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : «دخلت على أبي يوماً وقد تصدق على فقراء أهل المدينة بثمانية آلاف دينار ، وأعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر» (٢).
التواضع من الخصال الحميدة التي حظيت بقراءة واقعية من قبل الإمام الباقر عليهالسلام ، فأكّد أنه على المرء أن يرتقي على العجب ويتغلب على صفة الكبر في نفسه بالسلام والرضا بأدنى المجلس ، وعدم المراء حتى في الحق ، وعدم مجالسة الأغنياء.
قال عليهالسلام : «التواضع الرضا بالمجلس دون شرفه ، وأن تسلم على من لقيت ، وأن تترك المراء وإن كنت محقاً» (٣).
وقال عليهالسلام لرجل : «يا فلان ، لا تجالس الأغنياء ، فإنّ العبد يجالسهم وهو يرى أن للّه عليه نعمة ، فما يقوم حتى يرى أن ليس للّه عليه نعمة» (٤).
وكان عليهالسلام يرى أن الكبر يتناسب عكسياً مع المعرفة ، فكلما علم الإنسان عاقبته وما يؤول إليه مصيره ، زهد في الدنيا وتواضع لأبناء جنسه ، وحيثما يكون فارغاً من تلك المعرفة اغترّ بدنياه وزها بنفسه ، وكما يقال : إن السنابل الملآى تميل تواضعاً ، والفارغة تشمخ برأسها ، فالعجب علامة الجهل ، والتواضع دليل المعرفة ، جاء في وصيته عليهالسلام لجابر الجعفي : «سدّ سبيل العجب
__________________
(١) المحاسن ٢ : ٦٢٤ / ٨١ ، الكافي ٧ : ١٨ / ١١.
(٢) فلاح السائل : ١٧٦.
(٣) تحف العقول : ٢٩٦.
(٤) أمالي الصدوق : ٣٢٦ / ٣١٨.