بمعرفة النفس» (١). وقال عليهالسلام : «ما دخل قلب أحد شيء من الكبر ، إلاّ نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك ، قلّ ذلك أو كثر» (٢).
وبيّن أن التكبر صفة مذمومة للعبد ، لأنها تعني تقمص صفة الرب تعالى ، قال عليهالسلام : «المتكبر ينازع اللّه رداءه» (٣).
وعلى صعيد السيرة العملية للإمام الباقر عليهالسلام ، فإن التواضع صفة بارزة في حياته ، فهو يجتهد نفسه بالعمل لكسب عيشه ، لا يصده عنه كبر السن ، ولا شدّة الحرّ ، ويعدّ ذلك طاعة من طاعات اللّه يكف بها نفسه عن سائر الناس.
عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : «إن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً ـ لفضل علي بن الحسين عليهماالسلام ـ حتى رأيت ابنه محمد بن علي ، فأردت أن أعظه فوعظني. فقال له أصحابه : بأي شيء وعظك؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة ، فلقيت محمد بن علي ، وكان رجلاً بديناً ، وهو متكئ على غلامين له أسودين ، فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا! أشهد لأعظنه؟ فدنوت منه فسلمت عليه ،
__________________
(١) تحف العقول : ٢٨٤.
(٢) كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ و ٣٦٠ ، حلية الأولياء ٣ : ١٨٠ ، مطالب السؤول : ٨٠ ، الفصول المهمة : ١٩٥ ، نور الأبصار : ١٩٥ ، تذكرة الخواص : ٣٤٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٨.
(٣) تحف العقول : ٢٩٢.