وإلاّ فلا ، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنّم يوم القيامة. قال قتادة : لا جرم واللّه لا فسرتها إلاّ هكذا.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : ويحك يا قتادة ، إنما يعرف القرآن من خُوطب به» (١).
وهنا يحصر الإمام أبو جعفر عليهالسلام ، معرفة الكتاب العزيز تفسيراً وتأويلاً وعلى درجة الكمال بالمعصومين من أهل البيت عليهمالسلام دون سواهم ، باعتبارهم المخاطبين الذين نزل الكتاب في بيوتهم ، وعليه لا يجوز تفسير القرآن بغير علم ، وهو المستفاد من قوله عليهالسلام : «فإن كنت تفسره بعلم ، فأنت أنت» ، وقوله عليهالسلام : «ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : اللّه أعلم ، ان الرجل لينزع بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء» (٢). لأن التفسير الخالي من الدليل العلمي الواضح والبرهان القطعي يعتمد على الظن الذي لا يغني عن الحقّ شيئاً.
أما من حيث حجم التفسير المأثور عن الإمام الباقر عليهالسلام ، فقد ترك تراثاً هائلاً من الروايات والأخبار التي تدخل في باب التفسير ، ويشكل هذا التراث أهم عناصر التفاسير الأثرية ، مثل تفسير فرات الكوفي ، والعياشي ، وعلي بن ابراهيم القمي.
وأورد تفسيره للآيات علماء التفسير على اختلاف مشاربهم وأطيافهم الشيء الكثير ، كالطبري وسفيان الثوري والثعلبي والبغوي وابن كثير والشوكاني والسيوطي والنقاش والزمخشري وغيرهم.
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣١١ / ٤٨٥.
(٢) المحاسن ١ : ٢٠٦ / ٦٢.