الموفّقون المسدّدون ، بهم يرزق اللّه عباده ، وبهم تعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ، ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم ، صلوات اللّه عليهم أجمعين» (١). وقد شخص عليهالسلام في هذا الحديث أيضاً هوية الأئمة مفترضي الطاعة من قبل اللّه عزّوجلّ.
تحدّث الإمام الباقر عليهالسلام عن وجوب معرفة إمام العصر ، لارتباط هذه المعرفة بمعرفة اللّه ، قال عليهالسلام : «إنّما كلّف الناس ثلاثة : معرفة الأئمة ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه» (٢).
وعن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «إنّما يعرف اللّه عزّوجلّ ويعبده من عرف اللّه وعرف إمامه منا أهل البيت ، ومن لا يعرف اللّه عزّوجلّ ولا يعرف الإمام منا أهل البيت ، فإنّما يعرف ويعبد غير اللّه ، هكذا واللّه ضلالاً» (٣).
وأكّد حديث آبائه عليهمالسلام «أنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ، من هنا فإن الحجة لا تقوم للّه عزّوجلّ على عباده إلاّ بإمام حي معروف.
عن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «من مات وليس له
__________________
(١) علل الشرائع ١ : ١٢٣ / باب ١٠٣.
(٢) الكافي ١ : ٣٩٠ / ١.
(٣) الكافي ١ : ١٨١ / ٤.