هشام (١).
لم يكن بنو أمية وعمالهم ممن يقيم للدين والقيم وزناً ، لذلك عملوا على انتهاك الحرمات ، والاستهانة بالمقدّسات ، وتعطيل سنن الإسلام وشرائعه والاستخفاف بها ، وأصبح زمانهم زمان الانحراف عن مسار الإسلام وإفراغه من قيمه الأخلاقية والروحية ، فنجد عبد الملك بن مروان أول من ينهى عن الأمر بالمعروف ، ويقول في خطبته بعد قتل ابن الزبير : ولا يأمرني أحد بتقوى اللّه بعد مقامي هذا إلاّ ضربت عنقه (٢).
وترضّى يزيد بن عبد الملك على أبي لهب ، وهو في مجلس طرب ، وذلك حين غنّاه أحد بني أبي لهب بشعر الفند الزمّاني ، فقال له : عمن أخذت هذا الغناء؟ قال : أخذته من أبي ، وأخذه أبي عن أبيه ، قال يزيد : لو لم ترث إلاّ هذا الصوت لكان أبو لهب رضياللهعنه ورثكم خيراً كثيراً. فقال المغنّي : يا أمير المؤمنين ، إنّ أبا لهب مات كافراً مؤذّياً لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله . قال يزيد : قد أعلم ما تقول ، ولكني داخلني عليه رقّة ، إذ كان يجيد الغناء (٣). هذا واللّه تعالى يقول : «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ» (٤).
__________________
(١) الإرشاد / المفيد ٢ : ١٦٨ ، إثبات الوصية / المسعودي : ١٥٣ ، دلائل الإمامة : ٢١٥ ، الهداية الكبرى : ٢٣٧ ، التتمّة في تاريخ الأئمّة عليهمالسلام / العاملي : ٩٤.
(٢) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢١٦.
(٣) شذرات الذهب / ابن العماد ١ : ١٢٩.
(٤) سورة المسد : ١١١ / ١.