عنك وباءها» (٢).
كان الإمام الباقر عليهالسلام يثير بعض الكلمات في مختلف جوانب المعرفة ، كي يزيد من حالة ارتباط الناس وتواصلهم الروحي والتربوي مع شخصيات الإسلام المتحركة مع كل جيل ، ويجعلهم حاضرين معه في عقولهم وتعاملهم ومجالات حياتهم كلها ، من خلال جملة مواعظه ووصاياه تقعد القواعد المشرقة لآداب السلوك ، وتسهم في تنظيم الأسرة وصيانتها من الانحراف ، وتلبي ما يحتاج إليه الناس في حياتهم على مستوى الفرد والمجتمع.
ذكرنا في الفصل الرابع السيرة العملية للإمام الباقر عليهالسلام ، وتتجلى فيها حركة التأصيل للمفاهيم التربوية التي رسمها من خلال خصائص شخصه وتحركه في أوساط الأمة ، ونذكر هنا السيرة القولية المتمثلة بما أدلى به من النصح والارشاد والموعظة والحكمة والوصايا والرسائل التي حرص من خلالها على تقويم سلوك الفرد المسلم ، وغرس بذور الخير والصلاح في النفوس وتقويم اعوجاجها ، واعدادها للسير في مدارج الكمال ، والارتقاء إلى مراحل إيمانية عالية ، وإلى حقيقة اليقين المتمثل بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بالقضاء.
وقد نالت الحكم المنقولة عنه عليهالسلام اعجاب الأدباء على مر العصور ، لأنها لوحات جميلة من حيث الشكل والمحتوى ، قال الجاحظ : قد جمع محمد بن علي ابن الحسين صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين ، فقال : «صلاح شأن جميع
__________________
(٣) دعائم الإسلام ٢ : ١٤٩.