وعن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «تكلموا في خلق اللّه ، ولا تتكلموا في اللّه ، فإن الكلام في اللّه لا يزداد صاحبه إلاّ تحيراً».
وفي رواية أخرى عن حريز : «تكلموا في كل شيء ، ولا تتكلموا في ذات اللّه» (٢).
وعنه عليهالسلام : «كلّما ميزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه ، مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم» (٣).
نفى الإمام الباقر عليهالسلام ما قاله بعض متكلمي العراق من تعدد صفات الذات ، وأنّه تعالى يسمع بغير ما يبصر ، ويبصر بغير ما يسمع ، شأنه في ذلك شأن مخلوقاته ، وقد عمل الإمام عليهالسلام على وضع هذه المسألة في إطارها الصحيح ، مؤكّداً وحدة الصفات ، وكونها عين الذات الإلهية المقدّسة.
روى محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، ـ في صفة القديم ـ إنّه واحد صمد ، أحدي المعنى ، ليس بمعان كثيرة مختلفة. قال : «قلت : جعلت فداك ، إنّه يزعم قوم من أهل الع راق أنّه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع. قال : فقال : كذبوا وألحدوا ، وشبهوا اللّه تعالى ، إنّه سميع بصير ، يسمع بما به يبصر ، ويبصر بما به يسمع. قال : فقلت : يزعمون أنّه بصير على ما يعقله. قال : فقال : تعالى اللّه ، إنما يعقل من كان بصفة المخلوق ، وليس اللّه
__________________
(١) المحاسن ١ : ٢٣٨ / ٢١١.
(٢) الكافي ١ : ٩٢ / ١.
(٣) بحار الأنوار ٦٦ : ٢٩٢.