شيء غير معقول ولا محدود» (١).
وعن المدائني ، قال : «بينما محمد بن علي بن الحسين عليهمالسلام في فناء الكعبة أتاه أعرابي فقال له : هل رأيت اللّه حيث عبدته؟ فأطرق وأطرق من كان حوله ، ثم رفع رأسه إليه ، فقال : ما كنت لأعبد شيئاً لم أره. فقال : وكيف رأيته؟ قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات ، منعوت بالعلامات ، لا يجور في قضية ، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه ، ليس كمثله شيء ، ذلك اللّه لا إله إلاّ هو. فقال الأعرابي : اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته» (٢).
ونهى عليهالسلام عن الكلام في كنه الذات لأنه يؤدي إلى الخوض في التشبيه والتجسيم ، وإنزال ذات الإله وكأنها شيء من الأشياء التي تخضع لوصف الحواس وسائر المدركات العقلية ، الأمر الذي يتبعه الضُلاَّل والتِّيه.
عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «يا محمد ، إن الناس لا يزال لهم المنطق حتى يتكلموا في اللّه ، فإذا سمعتم ذلك فقولوا : لا إله إلاّ اللّه» (٣).
وعنه ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «تكلموا فيما دون العرش ، ولا تكلموا فيما فوق العرش ، فإنَّ قوماً تكلموا في اللّه فتاهوا ، حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه» (٤).
__________________
(١) التوحيد : ٨٩.
(٢) الكافي ١ : ٨٢ / ١ ، التوحيد : ١٠٦ / ٦.
(٣) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٨٢ ، البدء والتاريخ ١ : ٧٤ ، ونحوه في التوحيد : ١٠٨ / ٥ ، الاحتجاج ١ : ٥٤ ، أمالي المرتضى ١ : ١٠٤.
(٤) المحاسن ١ : ٢٣٧ / ٢٠٩.